الصفحات

الجمعة، 15 يوليو 2022

بيتاْ طالِب!!!

قبل نحو شهر ركبت مع من يعمل بسيارته في إحدى شركات التوصيل، ولأني سبق لي الركوب معه ولاشتراكنا في الحرفة الرئيسة وهي التعليم؛ فقد روى لي موقفا مع أحد أصدقائه أثناء أدائه الميداني في التربية العملية السابقة لتخرجه في الجامعة.
قال إن ذلك المتدرب آخر الفصل الدراسي الذي شغله معلما وزع على طلابه في المرحلة المتوسطة أوراقا ورغب منهم أن يكتبوا سلبيات معلمهم المتدرب وإيجابياته بصراحة، ولتأمينهم حظر عليهم كتابة أسمائهم.
سلموه الأوراق وإذا في بعضها سخرية وبعضها ذات كلام عام؛ لكن ما لفته بيتان لأحدهم هما:
أأنت محمد أم إبتسامه،
أيا أستاذ ما هذي الوسامه.
بودي لو تدرسني حياتي،
لكي أحصل على أعلى علامه.
نقلت البيتين كما رواهما الزميل السائق؛ لكني غيرت بدء عجز البيت الأول لذكره اسم قبيلة المتدرب الذي قد يرفض أن يُعرف.
سأفترض أن الطالب لم يقتبس البيتين مغيرا اسم معلمه وقبيلته؛ لذا فإنهما على ما فيهما من مآخذ لغوية؛ إلا أن ورودهما من شخص في عمر لم يناهز الحلم ينبئ عن شاعر مُجيد، وتلقائيته بالنظر إلى أن مدة الكتابة دقائق تبشر بقريحة مستجيبة مريحة، واختيار الطالب البحر الوافر متوسط السهولة وبُعده عن بحور كالرجز والهزج والمتقارب الأكثر سهولة يعلن عن ذائقة نظم موسيقية أصيلة مطبوعة.
من البيتين يتضح أن الطالب جيد في اللغة؛ لذلك فإني أستبعد تهمة التملق، ولقد سألت الزميل السائق عن وسامة المتدرب فأخبرني أنه عادي جدا؛ وعليه فإني أحسب أن الطالب المرتاح إلى أستاذه أبصر فيه مكامن وسامة لا تدركها العيون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق