الصفحات

الجمعة، 15 يوليو 2022

أنا والموسيقى

قبل أربعين عاما وأنا في الأول المتوسط؛ كان يشرف علينا في السكن الداخلي فلسطيني؛ لطالما آذاني بدنيا ومعنويا.
من جملة أذاه أننا اعتدنا بسبب منْعنا من الخروج أن نطلب من المسؤولين عن نظافة الغرف المسمَين مربين أن يشتروا لنا احتياجاتنا، في ذلك العام أوصيت أحدهم أن يشتري لي شريط موسيقى غربية، لم أحدد أي شكل موسيقي؛ فقط أي شريط.
لست من هواة الموسيقى الغربية وخاصة الكلاسيكية؛ لكن بلغ من حبي للإذاعة أن اجتهدت في جمع أشكال من الموسيقى لأسجل بصوتي برامج محاكية لها.
اعتدنا في الفترة الممتدة من قبيل المغرب إلى بُعيد العشاء أن يأتي مدير السكن، وقد يقوم بجولة على غرفنا، كان ذلك المشرف الفلسطيني قد سمع باقتنائي شريط الموسيقى، فانتظر حتى جاءنا مدير السكن وأخبره، المدير كان متدينا وهو من ناحية في بلادنا تثرب على من سمع الموسيقى؛ فما الشأن بمن دفع مالا واقتناها؟
عُرف عن المدير -رحمه الله- هدوؤه؛ لكنه لامني وكرر اللوم، وقال متعجبا ومحفزا: مثلك لا يسمع الموسيقى؛ كيف تشتريها؟
الحق أنني لم أكن أعرف أن هناك مَن حرم الموسيقى؛ فأنا ما زلت طالبا آنذاك، وقد أقيمت في معهدنا حفلات عزف فيها بعضهم على آلات وترية، وكم صدحت راديوهاتنا بأشكال الموسيقى؛ وليس من ممانع إلا لدفع الإزعاج.
ولأسأل: هل بلغ من ثقافة المشرف أن عرف رأي المدير في الموسيقى فأبدع في إيذائي؟ ولم لم ينصح لي ألا أشتري أو ينهرني كعادته؟ لم كل هذه الكراهية؟ لكن كيف لم أدق إسفينا بينهما فأقل إن المشرف عرف فلم يمنعني؛ إنه الفارق في احتراف الأذى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق