الصفحات

الجمعة، 15 يوليو 2022

صاحب الشنطة

بثت الإذاعة المصرية مسلسلا مقدمته الغنائية تتكرر فيها عبارة: صاحب الشنطة، وبالمناسبة؛ فالمصريون يتوسعون في إطلاق لفظ الشنطة حتى على الأكياس.
اسم صاحب الشنطة الإذاعية حمزة، وهو يوافق اسم صاحب الشنطة المعني من حيث عدد الحروف وأحدها، تمتد حكاية زميلي صاحب الشنطة إلى ما قبل 41 عاما ونحن في الصف السادس الابتدائي.
امتلك الزميل شنطة دبلماسية بها أرقام سرية، كان فرحا بها؛ فليس بيننا من يملك مثلها غيره؛ لكن زميلي كان يؤلف رقما سريا لشنطته ثم ما يلبث أن ينساه، كم أمضى ساعات الليل في البحث عن رقم الشنطة؛ مبتدئاا ب000 ثم 001 وهكذا حتى 999، هو وحظه.
ثم يبشرنا صباحا أنه عرف الرقم، ولا أدري هل يغيره أم يبقيه؛ لكن الأعجب أنه أيضا ما يلبث أن ينساه، ثم يعود إلى حاله ساهرا الليالي، وكم مرة صحوت ليلا لأسمعه يدحرج الأرقام فأرق لأرقه.
أي رقم صعب اخترعه فكان مآله النسيان؟ ولم لم يفكر في رقم يشبه مثلا سنة ميلاده أو عدد أفراد أسرته أو رقم هاتف يستخدمه كثيرا؟ ومع تكرر هذه المأساة؛ لم لم ينته عن استخدام الأرقام أو يبدل الشنطة بأخرى غير ذات أرقام كيلا تحدثه نفسه بإعادة تأليف رقم آخر؟
ثم إن الزميل كان في الصف معي؛ فما الأشياء الثمينة جدا التي يخشى عليها السرقة أو الضياع؟ ولم تكن السرقة متفشية بيننا، أما الضياع فمتصور؛ مع أنه كان يضع أثمن ما يملك وهو المصحف التونسي بخط برايل الذي آنذاك لم يملكه أحد غيره على طاولته؛ إن كان ولا بد؛ فلم لم يحضر خزانة تتسع لمجلدات المصحف ال6 الضخمة؟، لعل الخزائن كانت ممنوعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق