المتابعون

الجمعة، 11 ديسمبر 2020

تكنية

في أولى زياراتي المغرب؛ قابلت أحدهم وقد أخذت بعض المعلومات عن أسماء أولاده، فكنيته، قال: أنا أبو فلان وفلان، وظل يعدد أولاده ليؤكد أنه لا يفرق بين أحد منهم، فظننت انه لم يستظرف تكنيتي إياه، كررت تكنية أبيه في مجلس كبير؛ فرد بالطريقة نفسها، وما هي إلا دقائق حتى قعد جواري شخص اسمه كاسمي؛ ولكنه لما عرف نفسه قال: أنا أبو فلانة، وأخبر مَن حوله أن هذه عادة السعوديين في التعريف ومناداة بعضهم على سبيل التكريم، فعلمت أن التكنية ليست من عادات أولئك، الذي استغربته أن صديقا لي مغربيا منذ سنين كان يحب تكنية نفسه حتى قبل حصول المولود الذكر له؛ فأيقنت أن فعله هذا كان تشبها بالأقدمين، وقد علمت في تلك الزيارة أن من التكريم مناداة الشخص مسبِقا اسمه بكلمة "سي" أي سيد.
أما في مصر فعلى النقيض؛ إذ أذكر أن زميلا كنى أحد الموظفين المصريين في الإسكان فغضب عليه بحجة أنه ليس ندا لتكنيته، المصريون لا يكنون بعضهم إلا عندما تسقط الكلفة بينهم وفي إطار التحبب، وإذا أردت مناداة أحدهم على سبيل التكريم؛ فأسبق اسمه بمنصبه مع التفخيم كسيادة اللوا، أو بشهادته العلمية كبرفسور، أو بمنزلة تتمناها له ولو تأريخيا كباشا.
وفي الشام وضعهم مع التكنية أشبه بحالنا؛ فهم يحبون التكنية بأكبر أولادهم الذكور، ويرون ذلك تكريما ولا ينافي الكلفة؛ بل إن أكثرهم يفضلونها على المناداة بمنصب أو شهادة.
التكنية مما اختص به العرب حتى غلبت كناهم أسماء بعضهم، على سبيل المثال؛ قلة هم العارفون أسماء أبي بكر وأبي هريرة وأبي سفيان رضي الله عنهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق