المتابعون

الجمعة، 11 ديسمبر 2020

لا شعور

على الرغم من اتساع مدارك الناس مع تنوع وسائل التواصل ووسائطه؛ إلا أنه ما زالت هناك ردات فعل عجيبة من بعضهم إذا شاهد معاقا، ولعل ذلك يفسر قصور الاهتمام الإعلامي عن التعريف بنا وبطرائق التعامل معنا، يهمل هذه الفئة إلا في الثالث من ديسمبر سنويا حيث اليوم العالمي للمعاقين، نسمع كلمات ثناء مكرورة وعطف أجوف، أذكر في طرائق التفاعل معنا حادثتين غريبتين:
كنت أسير انا وزميلاي من الجامعة إلى سكننا، فلقينا أحد طلبة قسم التربية البدنية، ورغب في مرافقتنا، لما وصلنا؛ قال: كلكم كذا، قلت: كيف؟، قال: يعني كلكم ما تشوفون، قلت: نعم، فانطرح وأجهش ببكاء مرتفع الصوت، حاولت إنهاضه، وقلت له: معليش نحن آسفين. فضحك مني أحد الزملاء قائلا: على ايش تتأسف؛ على أننا عميان؟، الحق أني لم أعرف كيف أخفف عنه تفاجأه، ولو مر أحدهم ووجده يبكي على هذه الهيئة؛ فقد يظن أننا أضررنا به، الحمد لله أنه سكت مستوعبا صدمة وجود مجموعة من المكفوفين معا على كوكب الأرض.
وفي إحدى الاستضافات الإذاعية لي؛ اتصلت إحدى الشاعرات، ويبدو أنها رغبت في الترحيب بي مشيرة إلى أنها تحس بالحزن والتعاطف مع كل معاق، لم أحتمل كلامها فرددت عليها أننا لا نريد دموعا ولا عطفا مبالغا فيه، نريد من يستوعبنا باحتياجاتنا ويعززنا للاعتماد على أنفسنا، فأصرت على رأيها وأصررت، واضطر المسؤولون إلى قطع المكالمة، بعد نهاية البرنامج؛ ظنني المعد غاضبا؛ فحاول التخفيف عني ذاكرا لي أن أحد أفراد عائلتها معاق، قلت له: إذا كان تعاملها هكذا مع قريبها المعاق؛ فما أبأس حاله!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق