المتابعون

الخميس، 20 مايو 2021

السعودية-لبنان-سوريا

نقلت وسائل الإعلام أمس صور أرتال الحافلات الناقلة السوريين في لبنان لينتخبوا بشارا الأسد مجددا، حملت الحافلات أعلام سوريا وصورا لرئيسها ومرت قصدا بمناطق مارونية مما استفز شبابا هناك فوقعت مناوشات بين الطرفين؛ ليحضر الجيش وقوى الأمن الداخلي ويُفصل بينهما وتصل الحافلات بمنتخبيها إلى السفارة السورية في اليرزة، وقد أشارت قناة إمتيفي اللبنانية إلى أنه عُطِلت معاملات كثير من السوريين في لبنان وأعطُوا موعدا يوم الانتخابات لتظهر السفارة غاصة بقصادها؛ كأنهم زحفوا للانتخاب؛ لكن لأني سعودي ومحسوب على البدو؛ أرغب في الإشارة إلى النقاط التالية:
لجأ السوريون إلى لبنان إثر ظلم تعرضوا له وكان عراب الظالمين ورأسهم حزب الشيطان الكيبتاغوني الذي دمر حمصا والقُصَير فوق أهلها، وما أن وصل اللاجئون إلى مخيمات البؤس اللبنانية حتى طالهم تنمر التيار العوني العنصري، تنمر لم يستثن حتى لقاحات كورونا؛ كأن الفيروس أحد المحازبين، هل في أجندة التيار قصة حاتم الطائي البدوي الذي لم يجد إلا فرسه ليذبحها لضيفه، التيار يجهل أن المواثيق الدولية تحظر التعنصر والتنمر.
كم تعرضت مخيمات السوريين للتحرش حتى بالحرق ولم يرف لتيار عون جفن؛ كأنه يؤيد ما حدث ويحدث، البدوي يبذل مهجته في الدفاع عمن لاذ به، وبلغة حقوق الإنسان الحضارية التي لا يفهمها التيار: للاجئ حق الأمان في الدولة التي تستقبله.
ظل التيار العوني يردد مخاوفه من تأثير اللاجئين السوريين على المكون الطائفي اللبناني بحكم أنهم سنيون، معروف عن هذا التيار كراهيته لسُنة لبنان، وقد نقلت شبكة سكاي نيوز العربية عن وثائق مسربة من وزارة الخارجية الأمريكية وصْف ميشال عون لسنة لبنان أنهم حيوانات لا هم لهم إلا المال وأنهم ليسوا لبنانيين في الأصل، وقد دأب عون على الانتقاص من حقوق سُنة لبنان في الحكم، إذا كان هذا فعله مع سُنة بلده؛ فلا عجب من تصرفاته وأزلامه مع اللاجئين، البدو متعاونون وإن اختلفت توجهاتهم، وحقوق الإنسان تؤكد على حق كل إنسان في حياة كريمة دون اعتبار دين أو عرق أو لون؛ لكن هل إخراج عون هذا المكون من البشرية سوغ له ما فعل ويفعل؟
اتهم باسيل المطالبين بعودة السوريين المؤيدين لبشار بالنازية، يصدق عليه المثل القائل: رمتني بدائها وانسلت، التيار العوني وأسياده الكيبتاغونيون استخدموا اللاجئين السوريين صندوق بريد،  في اللاجئين المصندقين كانت له رسائل؛ إحداها إلى المجتمع الدولي مفادها أن مكون ثورة 17 تشرين والقوات اللبنانية عنصريون ضد المنتخبين، رسالة أخرى إلى دمشق يؤكد فيها جدارته بالولاء المطلق لسلطة الوصاية السابقة التي لطالما انتقدها عون في منفاه، رسالة ثالثة إلى أسياده الكيبتاغونيين الفرس أنه على الاستزلام باق، وقد سكت مدعي الوطنية هذا عمن هدد بتكرار نسخة 7 أيار وذاك الذي عرض أعوانه ليرتزقوا في ساحة تمناها مواجهة غير سلمية، ورسالة آخرة إلى الموارنة أنه الأحق بالرئاسة وأنه ما زال يمسك بمفاتيح السياسة داخليا وإقليميا وأنه قادر على لمِّ الحقوق لمحازبيه، البدو لا يستخدمون قاصديهم؛ بل هم أقوياء بأنفسهم أحرار إذا راموا شيئا صرحوا به ولا يتلطون بغيرهم، وفي عُرف السياسة الحديثة من غير النبل ومن دلائل الضعف استخدام اللاجئين عصا أو مكسر عصا.
ليت هذا التيار يتعلم من نهج المملكة في التعامل مع قاصديها من ذوي المظالم؛ أرَكانيي بورما، مسلمي تايلاند، كويتيين أثناء الاجتياح العراقي، عراقيين هربوا من تبعات حرب الخليج، يمنيين فروا من إرهاب الحوثي، وتبقى بلادي -وإن وُصف أهلها بالبداوة- ملاذ أمن وكرامة أعطى الدنيا دروسا في إعانة الضعيف دون مقابل أو سؤال عن طائفة اللائذ.
قد يقال: ما شأنك أيها السعودي البدوي بلعبة الانتخابات؛ ولا انتخابات في بلدك؟، الجواب: إذا كانت الانتخابات تقسم مجتمعي الموحد إلى طوائف وعرقيات متناحرة؛ فلا مرحبا بها، إذا كانت الانتخابات تجعلني مستزلما لدولة أخرى على حساب وطني؛ فلا أريدها، إذا كانت الانتخابات ستزيدني فقرا وتهبط بي إلى المزابل تاريخا وعيانا؛ فليهنأ بها التيار وأشباهه، أنا سعودي وإن شاءوا بدوي؛ لي شيخ أطيعه؛ لأن الله أمرني بذلك، منَّ الله علينا دون انتخابات بعيش كريم وأمن عميم وعلو هامة، الهوان لتيار ذي هوى لا يبقيه على حال؛ فكم استخف مؤسسه بأبناء طائفته حتى أشار لفظا إلى تحت الزنار، وقد تورمت ديموقراطيته فعهد بتياره إلى صهر أحمق وتسنم هو الرئاسة في غفلة من أولاد الأرز؛ فلك الله يا لبنان الحبيب السليب!

كتبه أبو الليث عبد العزيز بن صالح الحسني الزهراني.
في مكة صباح الجمعة 9/10/1442 هـ، 21/5/2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق