المتابعون

الجمعة، 10 ديسمبر 2021

سلفيتنا

اتباع سبيل المؤمنين من السلف الصالح يمد لشجرة الإيمان في القلب جذور لا تجتثها عواصف البدع والمعاصي، ولن تبقى هذه الجذور بغير سقاية؛ فما ظنُّك بغيثين هما الكتاب والسُنة؟!، ما ظنُّك بأفُق هو مرضاة الله؟!، ما ظنُّك بمأرب هو الفردوس الأعلى من الجنة؟!.
اتباع السلف الصالح نازع الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وهو يوجه الاستخلاف في المال والبلاد حيث خير الدارين، إنه السبيل الذي لا ينطفئ ضياؤه ولا ينقطع رواؤه ولا ينفد دواؤه، سبيل أفلح فيه المؤمنون وفاز فيه السابقون ورغبه اللاحقون الآخِرون؛ فاللهم: اجعلنا منهم.
لم تكن السلفية الحقة يوما مصدر إساءة؛ بل إن أكثر مَن أساء إلى الإسلام من بيننا في حاضرنا هم: الإخوان بلهثهم خلف السُلطة واختراع أعداء داخليين لتخوينهم، والخوارج الذين أمعنوا في إرهاب المسلمين وتكفيرهم.
وليت أمتنا تعلم ما للسلفية الصحيحة من أثر إيجابي سريع في نهوضها عامة ونهوض دولها دولة دولة؛ فهي تنبذ الفتنة وتدعو إلى جمع الكلمة في كل دولة تحت راية إمامها المتغلب أو الذي ارتضاه لها أهل الحل والعقد، السلفية تربط العبد بربه بعيدا عن البدع والانحرافات فيضْحي أكثر إخلاصا لمحيطه ومع محيطه؛ بعيدا عن مآرب دنيوية صِرفة أو ارتهان خؤون.
ولو لم تكن السلفية خيرا محْضا؛ ما عاداها العالم كله؛ إذ تناسى جرائم إيران وأزلامها وتقاعس عن مواجهة الدواعش وترك الإخوان يمعنون في الفتنة المعطلة لاقتصاده، والتفت إلى السلفية ملصقا بها كل شر، فألفوا مصطلحا خوفوا به الدنيا وهو: " Salafism "، فما كان من مثلبة للمنحرفين بهتنا هذا العالم به؛ مع أن أنه يتجاهل أن السلفية باتساع أفقها وقبولها للعلوم التجريبية ومعاملتها العادلة مع المخالف هي التي ستؤسس لعلاقات منضبطة هادئة مع كل مسالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق