🇪🇬🇪🇬 🐦🐦
المتأمل في أحاديث شعب #مصر الحبيب المتداولة يجدهم لا يتداولون الكائنات مثل بقية الشعوب #العربية فقط؛ بل إن لهم استخدامات أخرى لبعض الكائنات تميزوا بها عن غيرهم؛ كدأبهم في مغايرة مجاوريهم إيجابيا.
من ذلك استخدامهم في تعبيراتهم لهذا الكائن الصغير اللطيف!
🐦🐦
هم يستخدمون العصفور في تداولاتهم على المقاهي وفي الشارع ومكاتب العمل بطريقتين مُشتَهَرتَين:
🐦🐦
الأولى: لوصف الموظف أو العامل أو أي شخص بين مجموعة أشخاص يرأسهم كبير؛ هذا الشخص ينقل أحاديث أصدقائه إلى ذلك الكبير؛ رئيسا كان أو وزيرا أو مديرا أو ناظر مدرسة أو معلم في ورشة؛ فهُم يصفونه بالعصفورة؛ لأنه يطير بالكلام إلى مَن هو أعلى منه، وليس بالضرورة أن يكون إبلاغه في سبيل الوقيعة بشخص؛ لكن هكذا هو اعتاد أو هكذا رضي بالتكليف، ولا يحظى هذا الموصوف بالعصفورة بين الكل بأي تقدير؛ بل إن بعض المحيطين به يتعمدون إيصال كلام إلى الكبير عن طريقه بالاتفاق بينهم في غياب العصفورة ثم يبثونه ليسمعهم فيطير به إلى سيده وتصل الرسالة، الموصوف بالعصفورة مكشوف مكشوف؛ لأن الكبير يتخذ قرارات بناء على بلاغاته الأشبه بالنعيق لا التغريد!
🐦🐦
الطريقة الأخرى: لصرف العامة الذين قد يكبرون ليكونوا الشعب عن أي إشكال كبير أو قضية مهمة وإلهائهم بأمر تافه لتجنُّب أي ردة فعل غير محمودة العواقب؛ فهذه الملهاة هي العصفورة؛ كأن شخصا يركز في أمر ما ويوشك أن يتخذ في شأنه قرارا فيقول له الملهي الحامل ملهاة: "بُص العصفورة"، فيُحَدِّق فيها وينسى ما كان عليه؛ إنها -وإن بدت- طائرا صغيرا؛ إلا أنها مع البروبغندا تغلب أكثر الهموم مهما كبرت!، بذلك تبدع الهيئات المعنية بتوجيه الرأي العام المصري في صرف الشعب حيث يريدون، والعصفورة الملهية ليست على شكل واحد؛ بل تختلف؛ فمرة فضيحة أخلاقية لأحد المشاهير، أو الكشف عن مؤامرة، أو الاحتفال بإنجاز وتضخيمه، أو إشاعة وفاة أو مرض شخصية مهمة... الخ، وتبقى العصفورة ماثلة أمام الأذهان وعاطفة الشعب تنصرف إليها، وبالمناسبة؛ فإن العصفورة الملهية ليست أسطورة؛ بل يعرفها البدو؛ ولا سيما رعاة الغنم؛ إذ إن هناك طائرا يعرض -عادة- لرعاة الغنم فيصرفهم عن مهمة حفظ القطيع، الطائر يسميه البدو عندنا: "ملَهِّي الرعيان"، يأتي الطائر فتتابعه أعيُن الرعاة المبتدئين الصغار؛ ليفاجأوا بضياع شاة أو هجوم ذئب أو إصابة خروف صغير!
عودة إلى مصر الحبيبة لأؤكد أن معينهم في تعبيراتهم الشعبية لا يكاد ينضب سواء كان تلميحا أو تصريحا، وتبقى عصفورتهم شاهدة على إبداعاتهم وإن تضررت براءتها.
🐦🐦
وقبل مغادرة أفق العصفورات؛ فلنتخابث ونجمع بين العصفورتين في غير الحلال، ولنتخيل هذه الأقصوصة:
شركة كبرى في أي بلد يعمل فيها الآلاف من متوسطي الدخل، يرغب أصحابها المتمولون البرجوازيون أن يوفروا أكثر ويخفضوا مرتَّبات العاملين، الخبر صادم جدا؛ لذلك تنتشر إشاعة قوية بأن مجموعة من أعضاء مجلس إدارة الشركة ظهرتْ لهم فضائح مالية وأخلاقية تودي بهم إلى السجن وقريبا ستظهر أدلة هذه الفضائح بالأسماء، ههي ذي العصفورة الأخرى، وهنا تبدأ المنافسة في حوار المكاتب والطرقات واستراحات العمل بين الحالة الاقتصادية القادمة بالسلب وبين ترقُّب أدلى الفضائح؛ مَن الغالب، الجواب في تقرير العصفورة الأولى!
🐦🐦
كتبه محب مصر: أبو الليث عبد العزيز بن صالح الحَسني الزهراني.
مكة، ليلة الأربعاء 3/2/1446 هـ، 7/8/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق